يبدو أن العالم ككل سيدخل فى نوبة من الركود التضخمي، وأن رفع أسعار الفائدة ماهو إلا مسكن لآلام التضخم وإنه يتعين على الأسواق ضبط مخاطر التباطؤ الكبير في النمو ويجب على واضعي السياسات مجابهة القفزة المفاجئة في أسعار النفط والغذاء. فمن الضروري تعزيز إمداد السلع الأولية الرئيسية للغذاء والطاقة، والأسواق تعمل بنظرة استشرافية للمستقبل
سبب أزمة ارتفاع الأسعار العالمية :-
– الحقيقة ان السبب الرئيسي في استمرار ارتفاع الاسعار في العالم هو استمرار الازمة الروسية الاوكرانية والتي انعكست بارتفاع اسعار النفط فوق 120 دولار للبرميل بالاضافة لتسببها في أزمة عالمية في الأمن الغذائي ..
بالتالي فان اتجاه البنوك المركزية لرفع الفائدة وتشديد السياسة النقدية في رأيي هو مجرد( مسكن لألام التضخم وليس علاج نهائي للمرض) .. فالعلاج النهائي للمرض هو حل الازمة الروسية الاوكرانية بأى طريقة كانت او على الاقل التعايش مع هذه الازمة كما تعايش العالم مع أزمة كورونا والاتفاق مع روسيا واوكرانيا مع عدم استخدام ورقة النفط والغذاء كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي.
– فببساطة لن يكون رفع الفائدة علاج لأرتفاع الاسعار.. وفي نفس الوقت النفط سعره مازال مستمر في الارتفاع – فالنفط هو المكون الاساسي في مدخلات ومخرجات الانتاج .. ففي البداية يجب حل مشكلة ارتفاع اسعار النفط وهنا سيكون لأداه سعر الفائدة أهمية اكبر واسرع في خفض او استقرار الاسعار.
-فالمشكلة الان ان البنوك المركزية العالمية تتجه لتشديد السياسة النقدية عبر رفع أسعار الفائدة بهدف كبح جماح التضخم ووقف ارتفاع الاسعار ولكن في نفس الوقت لا تأخذ في اعتبارها معدلات النمو وهذا ما اكده جيروم باول رئيس الفيدرالي الامريكي والذي صرح من أسبوع ان الفيدرالي الامريكي هدفه واضح وهو ( السيطرة على الاسعار حتى ولو حدث تباطؤ في النمو)
– والحقيقة ان في الاقتصاد البيانات هى التي تتحدث فبرغم رفع الفائدة من الفيدرالي الامريكي 3 مرات حتى اللحظة وتأكيده لأستمرار رفع الفائدة واتخاذ اغلب البنوك المركزية العالمية لنفس الخطوة مع رفع المركزي الاوربي للفائدة في اجتماع يوليو القادم .. ولكن مازالت ارقام التضخم ترتفع في العالم .. نعم حدث تباطؤ في الارتفاع ولكن في النهاية مازالت ارقام التضخم في ارتفاع ولكن على جانب اخر فأرقام التضخم بترتفع ومعدلات النمو بتتراجع وبيانات مبيعات المنازل ومبيعات التجزئة وثقة المستهلك بتتراجع وبدأت شركات عالمية تقوم بتسريح موظفيها مثل تسلا وسويفل وغيرهم.
– أن العالم في حالة استمراره في رفع أسعار الفائدة لفترات طويلة اذا فاننا قد نتجه لسيناريو ( الركود التضخمي ) وهو يعني تباطؤ في معدلات النمو وركود في الاسواق في ظل استمرار أرتفاع الاسعار.
رفع أسعار الفائدة لن يكون الحل النهائي
_ بالتالي رفع أسعار الفائدة لن يكون الحل النهائي لمرض التضخم بل سيؤخذنا لمرحلة عالمية هى الاسوأ اتمنى ان لا نصلها وهى الركود التضخمي.. والتي بدأت معالمها اقتصاديا تتضح امامنا للاسف بانقلاب منحنى العائد على السندات
– وهذا ما أكده رئيس البنك الدولى ديفيد مالباس في تصريحه الاخير بأن التضخم المرتفع من المتوقع ان يستمر في كثير من دول العالم.. كما خفض البنك الدولي في تقريره الاخير توقعاته لمعدلات النمو في العالم.
الاقتراح :-
– على قادة الدول العظمى عدم استخدام ملف الامن الغذائي والنفط كأداه للحر .. لان في النهاية العالم بالكامل اصبح يدفع الفاتورة معكم .. بالتالي عليكم بالتفاوض سويا للاتفاق على الافراج السلس للحبوب والمنتجات الغذائية بالاضافة لوقف عقوبات النفط على روسيا لان بسبب هذه العقوبات اسعار النفط مازلت ترتفع ,, والنفط هو احد اهم اسباب ارتفاع الاسعار لانه داخل بكل مدخلات ومخرجات الانتاج
كيف تتجاوز تلك الفترة
1- من يتواجد بوظيفة فليتمسك بها او لينتقل لبديل أكثر استقرارا
2- تقليل نفقاتك الغير ضرورية.
3- لا انصح بمشاريع غرضها ترفيهي .. بل اتجه للمشاريع ذات الغرض الزراعي او الصناعي او ما يتعلق بمشاريع الطاقة النظيفة وقطاع التكنولوجيا الخدمي وليس التكنولوجيا الترفيهي ..وفي حالة انك غير قادر على فتح مشروع فركز انك تتوظف في مشاريع وشركات تعمل بهذه القطاعات.
4- اشتري احتياجاتك الان بالتقسيط بدون الاعتماد على قروض وبشرط ان يكون مبلغ المنتج معاك كاش بالكامل.
5- للمستثمرين في أسواق المال من المحتمل أن تشهد أسواق المال في كل انحاء العالم مزيدا من التراجعات الفترة القادمة .. فلا تقوم بالشراء الان الا في القطاعات المستفيدة مثل قطاعات النفط .. وخد وقتك وأصبر فلكل أزمة نهاية وفي نهاية الازمة حتكون هناك فرص مثالية في أسواق المال للشراء حتكون سبب في ثرائك .
- 6- استغل هذه الفترة في زيادة خبراتك ومهارتك للأستعداد لفرص ما بعد الازمة فلكل ازمة نهاية .. وفي كل نهاية أزمة تخلق فرص جديدة.فأستعد لأستغلالها.