أسعار الذهب عالميا تتغير وفقا لعدة معايير ولكن أهمها أنه يعتبر الملاذ الآمن في أوقات الأزمات العالمية وهذا ما حدث خلال جائحة كورونا سنة 2020 واتجاه المستثمرين الي الاستثمار في الشراء سبائك ذهب ومن المبادئ الأساسية في التحليل الفني للأسعار أن التاريخ يعيد نفسه إذا توافرت نفس العوامل المؤثرة
وقبل الحرب الروسية الاوكرانية الذهب تداول بين ( 1810 الي 1875) $ وأثناء إعلان الحرب ارتفعت أسعار الذهب بين ( 1908 الي 1933) $ ومع الوضع الضبابي المستمر وكل العوامل تشير الي حرب عالمية ثالثة ومع تشديد العقوبات الامريكية علي الدب الروسي وانخفاض سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع الأسعار واتجاه أغلب الدول ومنها مصر الي رفع نسبة الاحتياطي من الذهب بشراء 44 طن وذلك علي سبيل التحوط من الأذمات وارتفع سعر الذهب الي اعلي قمه له خلال عامي 2021 و 2022 مسجلا (2085)$ بتاريخ 8 مارس 2022 .
ولكن انخفض بنفس الجلسه مسجلا اغلاق 2049 $ تخوفا من تشديد السياسة النقدية للدول لمواجهه ارتفاع التضخم الذي شهد ارتفاع اكبر وتيره له حتي أن ريس المانيا أشار إلي مواطنيه بأنه ( يجب التخلي عن الرفاهيه المعهودة ) بعد ارتفاع التضخم الي 7% وكذلك ارتفعت التضخم في امريكا مما أدي الي رفع أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطه وكانت نسبه بسيطة ولكن في اجتماع الفيدرالي يوم 4 مايو ورفع أسعار الفائدة الي 0.5 نقطة أثر علي أسعار الذهب وتحركت في حدود 1900$ ثم سجل في نفس اليوم انخفاضا أسفل 1900$ مسجلا 1876$ وحتي اجتماع الفيدرالي يوم 14 يونيو الذي أكدت العلاقة العكسية بين أسعار الذهب وأسعار الدولار.
ومع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية مما غيرت وجهه المستثمرين نحو الاستثمار في الدولار علي حساب الذهب الذي انخفض في جلسه الفيدرالي متخليلا عن نقطه الارتكاز الهامه 1850$ مسجلا 1813.5$ علي الرغم أنه في نفس الفتره من العام السابق 2021 الذهب سجل اكبر انخفاض له مسجلا 1673$ .
مما يؤكد علي تتبع أسعار الذهب وعوامل المؤثره في أسعاره تعتبر ثابتة مع مجموعة عوامل اخري ولكن الأهم القرارات المتخذة لمواجهه الركود الاقتصادي المنتظر والذي سوف يؤدي إلي تباطؤ معدلات النمو العالميه مما سوف ينعكس علي تشديد السياسات النقديه للبنوك المركزيه والتي بدورها سوف تحدد اتجاهات المستثمرين نحو الأكثر أمانا وفقا للمتغيرات الحاليه الاقتصاديه .
بقلم/ الكتور محمد عبد الهادى
خبير أسواق المال