إن كان ترِف الشَّخص يعني تنعّمه، وعيشته في رفاهِيَة، ففي مقالي هذا جاء لفظ الترف لبيان مدى ثقل المنتجات المصرية في أسواق قارتنا السمراء،
في محاولة لبيان ألمنتجاتنا مكانة بارزة بين كافة المتنافسين الموجودين بأي من أسواق قارتنا السمراء. فللأسواق الأفريقية مكانة خاصة بين كافة أسواق العالم،
فللقارة السمراء عوامل عديدة تضمن تحقيق تنمية حقيقية خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأولية، وتحسين السلم والاستقرار، وتنامي تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة،
خاصة في ظل احتلال القارة السمراء للمركز الثاني بين قارات العالم من حيث عدد السكان، فضلاً عن استحواذها على نحو60% من أراضي العالم الصالحة للزراعة،
ونحو50% من مخزون العالم من معادن البلاتينيوم والكوبالت والماس، ونحو 11% من البترول.
اهتمام مصري، حظيت وستحظى القارة الأفريقية باهتمام الحكومات المصرية المختلفة، خاصة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية،
وذلك في محاولة لتعظيم جهودنا تجاه القارة الأفريقية؛ من خلال تنشيط كافة سبل التعاون في كافة المجالات، فضلًا عن استضافة عدد من المؤتمرات والمنتديات المعنية بالاستثمار والاقتصاد وأمن القارة.
ولقد شهدت منتجاتنا بهذه الأسواق تغيرات عدة كان منها ما هو إيجابية وما هو سلبي، لذلك نرى حاجة المتابعين لما يجعل الصورة أكثر وضوحاً،
لتمكن من التعرف على ثقل منتجاتنا بأسواق قارتنا السمراء باعتباره واحد من أهم المؤشرات الدالة على طبيعة وقوة علاقاتنا ببلدان قارتنا السمراء.
ملامح قارتنا التجارية، كان لما شهده العالم من أزمات صحية خلال الفترة الأخيرة دور بارز في تغير حجم التبادل التجاري بين القارة السمراء وكافة أسواق العالم،
فقد تراجع حجم التبادل التجاري للقارة السمراء بنحو 3.4% خلال عام 2019، ثم ارتفع ليصل لنحو 14.1% خلال عام 2020.
تطور حجم التبادل التجاري بين أفريقيا وباقي دول العالم
ميزان القارة التجاري، شهد عام 2021 ارتفاع فى حجم التبادل التجاري للقارة مع باقي دول العالم بنحو 24% ليصل لنحو 1.1 تريليون دولار أمريكي، وبتحليل حجم التبادل التجاري قارتنا والعالم، اتضح توازن ميزان قارتنا التجاري، حيث استحوذت صادرات قارتنا على نحو 47% من إجمالي حجم التبادل التجاري مع باقي دول العالم في حين استحوذت الواردات على نحو 53%.
السوق السمراء تحظى باهتمام كافة بلدان العالم، وفقاً لمؤشر التوزيع الجغرافي للواردات الأفريقية، تبين اهتمام كافة بلدان العالم العظمى بأسواق القارة الأفريقية، ففي حين كان للصين مكانة خاصة بأسواق أفريقيا، كان لكثير من البلدان حصص متقاربة في إجمالي واردات أفريقيا خلال عام 2021.
الشراكة الصينية الأفريقية، مع ما اظهره الشكل البياني السابق من نتائج، كان من الضروري إعطاء مزيد من الاهتمام لما تمكنت الصين من بلوغه في قارتنا السمراء،
فاستحواذ الصين على نحو 20% من حجم واردات قارتنا السمراء خلال عام 2021 يؤكد أنها قد انتبهت لحاجتها لتلك السياسة الخارجية التي تمكنها من الاندماج بشكل سريع في الاقتصاد العالمي،
ليس هذا فحسب بل كانت القارة السمراء جزءاً أساسياً من هذه الخطة لتفادي مخاطر الاعتماد الاقتصادي الأحادي.
واعتمدت بكين في علاقاتها مع أفريقيا على اعتبارات تجارية، ساهمت في انخراطها في شراكة اقتصادية تضمن تواجدها
الآمن بقارتنا السمراء، وذلك من خلال التركيز على مجموعة من المحاور، كان في مقدمتها تجاوز الشروط الدولية التي يضعها الغرب في تقديم المساعدات والدخول في المشروعات المشتركة،
حيث تمكنت الصين من تأسيس 25 منطقة صينية للتعاون الاقتصادي والتجاري في 16 دولة أفريقية، ووقعت 46 دولة أفريقية على اتفاقيات تعاون مشترك في إطار مبادرة الحزام والطريق،
ويوجد في أفريقيا 3500 شركة صينية، لتصل استثمارات الصين في البنية التحتية في القارة خلال الفترة 2016-2020 ما يزيد عن 200 مليار دولار.
يتبع،،،،،،،،،
بقلم/دكتور ناصر عبد المهيمن
الخبير الاقتصادي