أصبحت الحرب الروسية الاوكرانية المتغير الحاكم الذي يسيطر علي كافة العوامل الأخري والمتغيرات ونتيجه لتلك الحرب المستمرة منذ بداية العام في شهر فبراير حتي الآن غيرت في الخريطة الاقتصادية العالمية بدايه من الأحداث الآتية ….
اولا … ارتفاع التضخم عالميا وعانت منها كثير من الدول الناشئة ومنها مصر اكبر مستورد للقمح في العالم بنسبه 80% استيراد القمح .
ثانيا … خروج استثمارات اجنبية بقيمه 20 مليار دولار خاصه بعد ارتفاع التضخم في امريكا وبريطانيا وقيام البنوك برفع أسعار الفائده لكبح التضخم.
ثالثا … قيام الدولة المصرية رفع الفائده في شهر مارس 200 نقطه أساس وكان بعد رفعها 100 نقطه في شهر فبراير مع قيامه بخفض قيمه الجنيه 15 الي 20% في اول تعويم هذا العام وثاني تعويم بعد عام 2016 .
رابعا … ارتفاع قيمه الدولار أمام الجنيه وأصبح سعره بألبنوك 19 جنيه وتم دمج الدولار المصرفي والدولار الجمركي في سعر واحد 19.7 .
خامسا … توالت امريكا بالضغط علي الاقتصاديات العالمية ومنها الاقتصاد المصري في استمرارية ارتفاع الفائده حتي أنه تم رفعه الي .75 نقطه أساس لاول مره منذ عام 1994 ولذلك قامت البنوك المركزيه الاوربيه برفع الفائده بعد أن انخفضت قيمه العمله اليورو في أكبر انخفاض لم يحدث …
سادسا … الانتظار والترقب الموافقه صندوق النقد الدولي خاصه بعد انخفاض قيمه الاحتياطي النقدي الأجنبي وبالتالي في أول قرارات لريسي البنك المركزي المصري استاذ حسن عبد الله خلفا لاستاذ طارق عامر بالاجتماع بكافه المتطلبات من النقد الأجنبي لتدبيره وقيامه في أولي قراراته بتثبت سعر الفائده والقيام بخطوات اخري لتدبير الدولار بعمل مشتقات التحوط من انخفاض قيمه العمله المحليه .
سابعا … قرارات البنك المركزي برفع أسعار الفائده 200 نقطه في أكتوبر في اجتماع استثنائي وإصدار قرار جعل سعر الصرف مرن أمام العملات الاجنبيه فارتفع سعر الدولار في البنوك الي 24.7 جنيه .
ثامنا … الموافقه المبداييه علي قيمه القرض في حدود 3 مليارات دولار والدفعه الأولي بعد قرار الاخير من قبل الصندوق يوم 17 ديسمبر بقيمه 375 مليون دولار .
تاسعا … المضاربات علي قيمه الدولار أمام الجنيه وخاصه في تجاره الذهب فارتفع في السوق السوداء لاعلي من 30 جنيه .
عاشرا .. ارتفاع متتالي لأسعار السلع في السوق المصري خاصه بعد قرار التعويم الثالث وارتفاع التضخم علي المستوي الأساسي 21.5% في ارتفاع لم يحدث في مصر والعالم من قبل .
الحادي عشر .. اخر القرارات المفاجئه من البنك المركزي برفع أسعار الفائده يوم 15 ديسمبر الي 300 نقطه أساس . في اكبر رفع سنوي خلال 2022 وبالتالي إجمالي الرفع 800 نقطه ( 100 ثم 200 ثم 200 ثم 300) .
ولذلك مع كافه تلك الأخبار الاقتصاديه يعتبر الاقتصاد المصري صامد ضد التقلبات الاقتصاديه مع الدعم الأساسي من الدول العربية والخليجية متمثل في ودائع عربيه أو استثمارات من صناديق سياديه مثل صندوق الاماراتي وشراء في حصص قائمه لخمس شركات أو ضخ 10 مليار دولار استثمارات سعوديه مع مد أجل وديعة سعودية مع وديعة قطرية بقيم 5 مليار دولار وبالتالي الشعار الأساسي 2022 بالنسبه لاقتصاد المصري من مواجهته للتحديات العالمية واتخاذ سياسات نقديه أثرت علي الاقتصاد المصري وشبح التضخم يسيطر علي سنه 2022 .
بقلم/ دكتور محمد عبد الهادى
خبير أسواق المال