كان لإعلان البنك المركزي الروسي عن تحديد الأسعار الرسمية للروبل الروسي مقابل تسع عملات اجنبية من بينها الجنيه المصري، والذي يساوي اكثر من 2 روبل روسية، المزيد من الثقة في الجنيه المصري، خصوصا ًفي ظل تطبيق حزمة من القرارت الاقتصادية والمصرفية الصعبة التي تبناها البنك المركزي المصري خلال الفترة القليلة الماضية، على خلفية التداعيات السلبية التي خلفتها الأزمة المالية العالمية، والتي نَتج عنها نقص حاد وشديد في موارد النقد الأجنبي، وبشكل خاص الدولار الأمريكي، والذي كان له اكبر الأثر في زيادة حدة التضخم، نتيجة وجود بضائع مكدسة بالموانئ المصرية، بلغت اجماليها 14.5 مليار دولار أمريكي، قبل حل الأزمة خلال الايام القليلة الماضية.
ومن الجدير بالذكر، ان هناك أوجه عديدة التبادل التجاري، فيما بين روسيا ومصر، فمن المعروف ان الوفود السياحية الروسية التي تأتي إلى مصر، خصوصا في فصل الشتاء، تعتبر الأكبر بين الوفود السياحية التي تأتي إلى مصر كل عام من كافة بلدان العالم ، كما تُصدر مصر إلى روسيا الكثير من المواد الزراعية والفاكهة، وفي المقابل استيراد مُستلزمات الصناعة والسلاح والعتاد الحربي من روسيا، والقمح وبعض المواد الغذائية الرئيسية بشكل اساسي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 5 مليارات دولار أمريكي.
والحقيقة، ان انضمام الجنيه المصري لقائمة التعامل امام الروبل الروسي، سيوفر الكثير من موارد النقد الأجنبي من الدولار الأمريكي واليورو، نتيجة عدم توسيطهما في اي صفقات بين روسيا ومصر، مما سيخلق فوائض وفيرة، تَدعم قوة الجنيه المصري امام الدولار الأمريكي بشكل خاص، خصوصا بعد التمهيد لتطبيق مؤشر الجنيه المصري امام سلة من العملات الأجنبية الرئيسية، فضلاً عن توقعات بانضمام مصر إلى بطاقة مير المصرفية التي تشترك فيها كثير من دول المعسكر الشرقي مثل الهند والصين، كبديل عن بطاقة فيزا العالمية.
الا انه ينبغي على صانعى السياسة الاقتصادية والمالية والنقدية في البلاد، تبني العديد من أوجه التعاون الأخرى في كافة المجالات، في ظل ان قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا عند مستوى اقل من 5 مليار دولار، يعتبر مُعدل مُنخفض للغاية، على خلفية انها دولة عظمى وصديقة لمصر منذ سنوات طويلة، فضلا عن ضرورة فتح فروع للبنوك المصرية لدى الدولة الروسية، وفي المقابل دعوة الجانب الروسي لفتح فروع لمصارفها في مصر، فمن غير المقبول ان الا يكون هناك تمثيل مصرفي، يليق بحجم العلاقات الطيبة بين مصر وروسيا، خصوصا في ظل القرار الاخير باعتماد الجنية المصري ضمن تسع عملات اجنبيه، يتم التعامل عليها، مقابل الروبل الروسي،والذي يحتاج إلى المزيد من فروع البنوك في كلا البلدين